العبقرية التي صنع بها هذا النظام ، تجعل للحديث عنه أهمية كبرى ، لمن يبحث عن القوة المعرفية ، وسعة العلم .
هذا النظام من أروع الأنظمة البشرية ، وأكثرها أهمية ، حيث يقسم هذا النظام الكرة الأرضية ، إلي نقاط صغيرة وكل نقطة تحمل رقماً مختلفاً عن الآخر ، مما يتيح لمستخدمي هذا النظام الوصول وبدقة متناهية للمكان المطلوب ، سواءً كان في صحراء الربع الخالي ، أو قلب المحيط الأطلسي .
ما سبق معلومة معروفة للجميع ، ومالا يعرفه الكثير هو الآلية الذكية التي يعمل بها نظام الـ GPS وهي تتكون من عدد كبير من الأنظمة والعمليات المعقدة ، وفي هذه المقالة سنكتفي بإحدى جوانب العبقرية في هذا النظام .
لن ندخل في التفاصيل الفنية ، والتعقيدات التكنولوجية ، سنتكلم فقط عن الفكرة العامة ، وسر الإبداع في ذلك .
نظام الــ GPS عبارة عن منظومة من الأقمار الصناعية ، تتكون من 27 قمراً تدور حول الكرة الأرضية ، يستخدم منها فعلياً 24 قمراً بينما 3 أقمار احتياطية .
تدور هذه الأقمار حول الأرض في مدارات تبعد عن الأرض 19300 تسعة عشر ألف وثلاث مائة كيلو متر !!!
وليس من هذا العجب ؟!
العجيب كيف يكون ثبات هذه الأٌقمار الصناعية على هذا الارتفاع لعشرات السنين دون أن يحدث تغيير في موقعها ولو بقدر بسيط !!
كيف لم تتأثر بالجاذبية !!
بل أكثر من ذلك ، جميع هذه الأقمار لا تستخدم ، أي قدر ولو بسيط من الطاقة للثبات في مدارها ، ولا تستخدم أي من وسائل الدفع لا صواريخ ولا محركات…. إطلاقاً ؟!!
وهنا نصل للب موضوعنا ، كيف استطاع صُناع هذا النظام ، المحافظة على الأقمار في مدارها لفترة قاربت العشرون عام ؟!
من المعروف فيزيائياً أننا إذا سحبنا جسم بقوة معينة من جهة الشمال ، ثم سحبنا نفس الجسم وبنفس الوقت بنفس القوة من جهة الجنوب فإن ناتج الإزاحة سيكون = صفر .
وهذا ما حصل بالضبط .
حيث تم وضع هذه الأقمار عن طريق صواريخ مخصصة لذلك في مدار على بعد 19300 كيلو متر حيث تكون في هذه النقطة قوة جذب الجاذبية الأرضية 50% وقوة الاندفاع للفضاء الخارجي 50% وبالتالي أي جسم يصل لهذه المنطقة ويتوقف بها يحصل له ثبات في الوسط .
وبهذه الطريقة وضعت أقمار الـ GPS في هذا المدار وحصل لها ثبات واستمرارية دون الحاجة لحرق كميات هائلة من الوقود ، ودون الحاجة لصرف أموال طائلة .
وقد تم هذا العمل العبقري ، بعد حسابات ودراسات دقيقة ، أجراها علماء عباقرة نتج عنها
خدمة جبارة عمت أرجاء الأرض واستفاد منها بني البشر قاطبة .
فكرة تؤكد لنا أن عظمة الأمور تكمن في بساطتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق