الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الأب الحكيم والإبن البار بوالديه

روي أن ولدا بارا بأبوه كان صالحا، وكان يبذل جهده لينال رضا الله، ويكتسب محبة والده، وفي يوم من الأيام أعجبه بره بوالده، واغتر بكثرة احسانه اليه، وجميل فضله عليه، فقال لأبيه : اني أريد أن أصنع بك من البر والخير أضعاف ما فعلته بي في صغري من الجميل، والاحسان ووالله لا تطلب شيئا مهما كان عسيرا الا يسرته لك، أو بعيدا الا قربته منك .


وكان الوالد حكيما مجربا، فلم يشأ أن يصدم ابنه في مشاعره أو يجرح احساسه ووجدانه.

فقال له : يابني لست أشتهي شيئا في هذه الحياة الا رطلا من التفاح أسرع الابن وأحضر له أرطالا من التفاح ووضعها بين يديه، وقال خذ منها حاجتك أو خذها كلها فاذا فرغت من تناوله أحضرت لك أضعاف أضعافه، فأنا أقدر علي كل شيء تطلبه.

وقال الأب : أن في هذا القدر من التفاح كفاية لنفسي، وسد لحاجتي ولكن لا أريد أن آكله هنا، ولا تطيب نفسي الا بتناوله فوق قمة هذا الجبل، فاحملني اليه يابني ان كنت بارا بي .

فهش الابن لمطلبه وقال : لك هذا يأبي ثم وضع التفاح في حجره، وحمله علي كتفه وصعد به الجبل حتي وصل الي أعلاه، وأجلسه في مكان مريح، ووضع التفاح بين يديه وقال ل ه: يا أبتاه خذ حاجتك منه، فان نفسي طيبة بذلك .

فجعل الوالد يأخذ التفاح لا ليأكله، ولكن ليرمي به الي أسفل الجبل، فاذا فرغ منه أمر ابنه أن ينزل فيجمعه له وتكرر ذلك ثلاث مرات، وكلما قذف به الأب، يعيده الابن، وفي المرة الرابعة نفذ صبر الولد وضاق صدره وأخذ يغمغم مغتاظا، ففطن الأب الي الغضب في وجهه فروح عن نفسه، وربت علي كتفه وقال له : لا تغضب يابني ففي نفس هذا المكان ومن فوق هذا الجبل كنت ترمي بكرتك فأنزل مسرعا لأعيدها، ما أخذني الملل ولا أجهدني التعب حرصا علي ارضائك وانت صغير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الـموضــوعـات الأكـثـر زيـارة